الاثنين، 2 يونيو 2014

خيووط الضلام (85)):- السلاليون العنصريون ..عامل ارباك لليمن ولم ينتصروا من قبل

بقلم الباحث التاريخي:محمد صلاح
هم عامل ارباك
لم ينتصروا من قبل !!!
تاريخياً لم يعرف أن الزيدية السياسية، تمكنت من إسقاط دولة من الدول التي ظهرت أو برزت في اليمن، متزامنة مع ظهورها أو متعاصرة معها سواء كانت ذات مرجعية سنية أو شيعية أو مستقلة بلا مذهب سياسي .
فمثلاً دولة علي بن الفضل كان الحواليون زعماء الدولة اليعفرية، هم من قادوا تحالفاً اشتركت فيه عدد من القوى الموجودة على الساحة اليمنية بقيادة أسعد بن أبي يعفر الذي استغل اغتيال الزعيم اليمني أبو الفتح الجدني للقضاء عليها، ومثل ذلك ينطبق على اليعفريين الذين كانوا متواجدين في بعض مناطق نجد اليمن، فإن الإمامة لم تكن لها يد في غيابهم وإن ظلت تشكل عامل قلق لليعفريين . وفي التهايم حيث دولة بني زياد التي كانت تربطهم علاقات وطيدة مع الخلافة العباسية، ثم تحولت إلى اسمية وشكلية، فإن نفوذ الزياديين اختفى من زبيد والسواحل على يد مواليهم وعبيدهم من النجاحيين. وفي ظل تنامي دور النجاحيين الأحباش وبروزهم كقوة على الساحة اليمنية، وغياب زعامة يمنية جامعة منافسة أو معارضة يلتف اليمنيون تحت لوائها فضلاً عن وجود دولة، وإنما كانت غالبية القوى المحلية تخوض صراعات فيما بينها على النفوذ والسيطرة على المناطق، بينما الزيدية السياسية بعد تجرعها الهزائم والانكسارات المتوالية، على يد القوى اليمنية، اضطرت مرغمة الدخول في عالم الغيبية والقول بالمهدوية، بعد مقتل الإمام الحسين بن القاسم العياني بالقرب من صنعاء. في هذه الأوضاع القلقة، ظهر علي بن محمد الصليحي، من جبل مسار في حراز، داعياً ومؤسساً لدولة يمنية تعتنق العقيدة الإسماعيلية التي خرجت من رحم التشيع، ورغم الصراع الذي دار بينها وبين دعاة الإمامة الزيدية إلا أن الدولة الصليحية كانت هي الغالبة، وإن ظل أدعياء الإمامة يشكلون عامل قلق بتمرداتهم المتواصلة.
وقد ورث الياميون حلفاء الصليحيين السلطة في صنعاء وما حولها بعد وفاة الملكة أروى، وقد تغلب هؤلاء على الإمام أحمد بن سليمان، وفر هذا الأخير من مواجهة الرعيني في التهائم، بعد أن استنجد به النجاحيون وتحالفوا معه لقتال الرعيني الحميري .
وحين غزا الأيوبيون اليمن وطووها تحت جناحهم لفترة تزيد عن نصف قرن من الزمن، كان الرسوليون هم من ورثوا السلطة في اليمن، بينما ظل الأئمة يشكلون عامل قلق وابتزاز لهذه الدولة، وحين توارت سلطة الرسوليين، قام الطاهريون بأمر الدولة وقضوا على كل التمردات، ولم يعد للإمام شرف الدين غير تواجد ضعيف لا يجرؤ على تجاوزه في قمة جبل ظفير حجة " لا يكاد يحس به القراد وأصبح اليمن شماله وجنوبه وجباله وسهوله في قبضة عامر بن عبد الوهاب " كما يقول القاضي الشماحي رحمة الله عليه .
لكن كيف استطاعت الزيدية السياسية أن تتمكن من السلطة وتحديداً في أعالي اليمن ؟
بينما كان اليمنيون يقاتلون جيوش الغزاة من الأيوبيين والمماليك ثم العثمانيين،كانت الإمامة تستعد لقطف ثمار المقاومة اليمنية كما فعل شرف الدين في تآمره مع المماليك ضد الدولة الطاهرية. أيضاً ولأسباب ضاغطة منها مجئ الغازي الأجنبي الذي يدعي أنه يمثل الخلافة الإسلامية، اضطر اليمنيون آنذاك بعد خلو الساحة اليمنية من القوى المحلية المؤثرة التي طحنتها الحروب، في مواجهة الغزاة وغياب أي قوة يمنية أخرى، أن يلتفوا خلف راية الإمام القاسم، خصوصاً أن العثمانيين كانوا يعدون أنفسهم ورثة الخلافة وأصحاب شرعية دينية . فآثر اليمنيون الإمام القاسم على الخليفة القادم من الأناضول .
وكاد اليمنيون أن يجتثوا نظام الإمامة في القرن الثامن عشر، لولا الغزو العثماني الثاني لليمن الذي اضطر اليمنيون مرَّة أخرى على يتغافلوا عنه ولنفس المبررات السالفة، وأن يوحدوا جهودهم في مقاومة الأتراك الذين غاب تأثيرهم السياسي بعد الحرب العالمية الأولى، ولم تمض عقود خمسة، استعاد اليمنيون فيها أنفاسهم بعد أن سطروا ملاحم التصدي للغازي الخارجي حتى عادوا للعابث الداخلي واجتثوه نهائيا في سبتمبر 1962م .
من خلال الاطلالة السريعة ندرك أن الإمامة لم تتمكن من هزيمة أي قوة يمنية محلية طيلة سبعة قرون من الزمن، وأنها لم تتح لها الفرصة إلا بانشغال اليمنيين بمقاومة المستعمر والغازي، إضافة إلى أنها ظلت تشكل عامل قلق وخنجر في ظهر أي دولة يمنية صاعدة ..
ما يجري اليوم في عمران هو عملية رخيصة لابتزاز مدينة صنعاء، ومحاولة لارباك المشهد اليمني وهز ثقة اليمنيين وخصوصاً القبائل في خيار الدولة الوطنية.
وهذا دأبهم مع كل دولة يمنية صاعدة يستخدمون الدين والفتاوى فالقوى الوطنية عبارة عن مرتدين - مارقين - زنادقة - مختصرين للقران - تكفيريين ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قراءة سريعة ومختصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق